هل يمكن أن تتصور حجمك كإنسان على أرض بدأت الحياة فيها منذ ملايين السنين، وتطوّر جدك الأكبر إلى الشكل الإنساني منذ حوالي مليون سنة.. ويبدو أن هذا التطور قد حصل في عدة مناطق من الأرض كما تقول النظريات العلمية..
هل يمكن أن تتصور أن هذا الكوكب الكبير الذي تعيش عليه هو جزء صغير جداً من ملايين الكواكب.. وأن أبعد مجرة نعرفها تبعد عنا حوالي 15 مليار سنة ضوئية!! إذن أي إنسان هو نقطة تافهة في خضم الحياة الصاخب وواحد من مليارات الأشخاص الذين مروا، أو سوف يمرون على كوكب واحد أو ربما أكثر.. فلماذا لا يكون هناك كوكب آخر عليه حياة مشابهة أو مختلفة. كوكب أصغر أو أكبر من أرضنا، وناسه أذكى أو أغبى، والحياة مزدهرة أكثر أو أقل..
عندما قال غاليليو إن الأرض تدور حول الشمس أي اعتقد بعدم مركزية الأرض أو اعتبرها جزءاً من مجموعة كونية أكبر.. حُكم عليه بالحرق!! لأن العقل البشري لم يتحمل عدم مركزيته ومحوريته الكونيتين..
والأمور ربما تكون أصعب من ذلك. إذا كنت تحلق في الطائرة فوق الغيوم وارتفعت أكثر وأكثر.. هل ستجد ذلك الروح الخالق الذي ندعوه "الله"، وإذا ارتفعت أكثر إلى القمر مثلاً أو إلى المريخ.. هل هو هناك وإذا خرجت من المجموعة الشمسية هل تصل إلى "السموات" حيث يسكن الله!
وإذا كان يحب البشر فلماذا يسكن بعيداً جداً عنهم! وإذا افترضنا أن المعنى هو سموات القلب فنحن نعرف أن ليس هناك غير الدماغ داخل جسم الإنسان يحتوي على نسيج يمكن أن يخزن صوراً وأفكاراً وشعوراً وكل ما عدا ذلك فهو عضلات وأوعية.. وإذا كان وعينا لله داخل أدمغتنا فلماذا لا نكون نحن الذين اخترعناها بعد أن سيطرنا على النار والحجارة وفهمنا أسرار الزلازل والبراكين، وعرفنا أن الشمس كوكب ما ضمن ملايين الكواكب. ويأتي الأسوأ من كل ذلك وهو الاستنساخ فإذا كان الإنسان يستطيع أن يخلق إنساناً ويتحكم بلون شعره وعينيه وطول قامته وربما ذكائه! فما دور الله؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق