!بتعملى أيه ف شقة "هدى شعراوى"؟
- أبتسمت: أنت بتراقبنى ؟
- متهربيش من السؤال.
- قلت لى أنت مولود سنة كام؟! أصل اللى يشوفك بتتكلم كده يحس أن عندك ستين سنة.
أشاح بوجهه عنها في صمت.
- فيه شقة في الدور التانى عاملينها مقر مؤقت للحركة بنتقابل فيه، شلة الجرنال على شوية أصحاب من التكعيبة و After Eight، كتاب و صحفيين الخ.. بنتكلم في السياسة و البلد و حكايات تانية.
ظل يرمقها بلا كلمة فأردفت: قلت لك من زمان أفكاري مش الكل بيستوعبها.
- ده على أساس أنها أفكار أعلى من المستوى!!
- من غير تريقة أنا عارفة أن ده بيزعل منى البشر كلها، و بيزعلك منى، بس أعمل أيه أنا رافضة حاجات كتير أوى في مجتمعنا بس ساكتة عشان مش هحارب جوة و برا و شكلها هتبقى معاك كمان، لازم تتغير!! كل زمن و ليه ظروفه، اختلاف افكارنا...
- قاطعها: أختلاف؟ أختلاف؟ أنتى بتنزلى مظاهرات و بتشربى حشيش و بيرا و بتسهرى للصبح.. لأ و الكوميديا محجبة!!
- و نمط حياتى و نزولى مظاهرات ده من ضمن الحاجات اللى تخلينى Prostitute طبعاً.
- أنا ما قلتش كده.. أنا عاوز أقول لك أنك بتناقضى نفسك.. أنتى ناسية نفسك .. فوقى .. انتى عايشة كدبة كبيرة .. الحياه اللى انتى عايشاها دى مش هي اللى هتصلح البلد.
- أه صح .. الحياه اللى انت عايشها.. القفص اللى حاطط نفسك فيه.. هو من أمتى الحرية بقت حرام.
- بتسمى دى حرية?!!
_ مش أحسن ما أكون حياتى مقفولة و مفيش هدف.. على الأقل بعمل حاجة.
- أنتى مؤمنة أن العيل أبو حلقان ده هو اللى هيعمل حاجة؟!!
- رمقته بنظرة حادة: دى حرية شخصية و بعدين بغض النظر عن شكله .. ممكن يكون شخص مجتهد و عنده قضية.. أحنا بنعترض عشان نصلح.
- قاطعها: كلام فاضى.. اللى زيك و زيه بيرفسوا، بيهزوا، بيعضوا في حيطة أسمنت.. مش دريانين بالناس المكفيين على وشهم زى الجاموسة الحامل مش فايقيين يهرشوا.. دول طبعاً اللى بتسموا حياتهم مقفولة و من غير هدف لكن أنتى بقى من طبقة المثقفين اللى هما نفس العيال الجربانة اللى مبتستحماش و مهيشين شعرهم و لابسين حظاظات و اللى فاهمين كل حاجة.
سهرات و دخان و شرب و حقوق أنسان و محاربة فساد .. العيال دى أخرها تبص عليكى و أنتى ماشية قدامهم.
__________________________________________
في البداية دى حتة من رواية "تراب الماس" للكاتب "أحمد مراد" طبعاً مع بعض التعديل لتتماشى مع الواقع دون النظر لقصة الرواية.
تحيا فعلا ل أحمد مراد أنه قدر يوضح الشخصية دى في 2008 قبل الثورة ب سنين.
أنا يمكن كتبتها عشان لقيت فيها مشكلة شخصية بتقابلنى مع بعض الناس .. ال تفتُح عمره ما كان سيجارة و حشيش و خمرة .. أنا معنديش مشكلة أنك ك ست تبقى بتشربى سجاير أو بتحششى أو حته بتشدى بودرة بس متحطيلناش قناع التفتح .. ده مش تفتح تماما.
حياتك مع صحابك الرجالة اللى بتقعدى معاهم ف شقى ف هدى شعراوى أو أياً كان متجطيهاش تحت خيمة الثورة.. أنتى بتعرفى رجالة و صحابك و بيبصوا على مؤخرتك وانتى ماشية قدامهم.. بس ماعلينا ده موضوع شخصى لكن متحاوليش تقنعينى أن ده تفتح ..
الطبيعى ان لو قاعدين ف شقة مثلاً أنى افتكر أنكوا بتعملوا حاجة مريبة .. التفتح مش أن أنا افهم لوحدى انكوا قاعدين بترسموا سوبر مان و مش بتعملوا حاجة تانية .. التفتح أنى ابقى عارف مثلا انكوا عملتوا حاجة معينة سواء من وجهة نظرى صح او غلط و اتقبلها و مديهاش اهتمام لان انا باختصار مليش دعوة
التفتح هو ان انا ما أعلقش على واحدة بتحشش لكن انى اتقبل وضعها او لا دى حاجة شخصية و ليها علاقة بفكرى انا بس.
يعنى هو مينفعش حد يمارس الجنس ف الشارع و في الاخر يقوللى تفتح .
ملخص الكلام : فيه خيط رفيع ما بين التفتح و الأنحراف و كونَك أو كونِك منحرفة و متصالحة مع نفسك ديه قوة لكن انك تستخبى تحت مظلة التحضُر و التفتُح ده ف حد ذاته جُبن و خوف.
___________________________________
البوست ده ليس له أي علاقة برأيي في الثوار أو الثورة ..
الأحد، 7 فبراير 2016
هناك شعرة بين التفتُح و الأنحراف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق